الحجُّ أشهر معلومات 4

الحجُّ أشهر معلومات (4)

 

الحمد لله الذي شرع الشرائع وسنَّ الأحكام ، وفرض على العباد أركان الإسلام وجعل منها حج بيته الحرام وأشهد أن لا إله إلا الله الملك العلام وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله أفضل من صلى وحجَّ وصام

صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه البررة الكرام .

أما بعد :

فمع الحلقة الرابعة من هذه السلسلة المباركة الموسومة ب " الحج أشهر معلومات " و حلقة اليوم بعنوان " صفة العمرة " فأقول وبالله التوفيق:

ا علم أخي - أرشدك الله تعالى لما يحبه و يرضاه من الأقوال و الأعمال و سائر الأحوال - أن للعمرة أركاناً و وجباتٍ و سننأ على النحو الآتي:

 

•• أركان العمرة :

للعمرة أربعة أركان:

1-   النية ومحلها القلب و لا يشترط التلفظ بها ، و أجاز بعض أهل العلم التلفظ بها في العُمرة و الحج و الأفضل عدم التلفظ بها لأنه الأصل.

2-   الدُّخول في النسك و هو الإحرام.

3-   الطواف بالبيت سبعة أشواط.

4-   السَّعي بين الصفا و المروة سبعة أشواط تبدأ بالصفا و تنتهي بالمروة.

 

•• واجبات العمرة :     

للعمرة واجبان:

1-    الإحرام من الميقات.

2-    الحلق أو التقصير.

 

•• سنن العمرة :

للعمرة سنن كثيرة منها:

1-   الإغتسال عند الدخول في الإحرام للرجال و النساء حتى الحُيَّض و النٌّفَسَاء.

2-   التطيُّب للرجال قبل الإحرام للبدن دون لباس الإحرام.

3-   الإحرام من ثوبين أبيضيْن للرِّجال.

4-   صلاة ركعتين في وادي العقيق ( ميقاتُ ذي الحليفة ) لا غيره لأهل المدينة و من مرَّ به من غير أهلها و الدليل على ذلك: عن عكرمة أنه سمع ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ  يقول : إنّه سمع عُمَرَ ـ رضي الله عنه ـ يقول: سمعت النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ بوادِي العقيق يقول: " أتاني الليلةَ آتٍ من ربي فقال: صَلِّ من هذا الوادي المبارك وقل: عُمرةً من حَجِّةٍ ". } أخرجه البخاري {

5-   التلبية أي قول : " لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إنَّ الحمد و النِّعمة لك و الملك لا شريك لك" مع رفع الصوت بها ، ومن تلبيته أيضاً : " لبيك إله الحق " ، و أقرَّ النَّبيُّ  - صلى الله عليه وسلم - أصحابه ـ رضي الله عنهم - على هذه التلبية: " لبيك ذا المعارج , لبيك ذا الفواضِل " وكان ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ يزيد فيها: " لبيك وسعديك و الخير بيديك و الرَّغباءَ إليك ،والعمل ". } رواه البخاري و مسلم {

و السنّة في التلبية أن يلبِّي كلَّ حاج أو معتمر بمفرده ، أما التلبية الجماعيَّة فليست من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم ـ ولا هديِ أصحابه ـ رضي الله عنهم ـ و يلتزم التلبية إلى أن يرى بيوتَ مكة، كما فعل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم ـ.

6-   الاشتراط للمريض فيقول : "اللهم مَحِلّي حيث حبستني" ورفع الصوت بها.

7-   الاغتسال لدخول مكة كما فعل النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم -

8-   دعاء دخول المسجد وتقديم الرِّجْل اليمنى فيقول :" بسم الله ، والصلاة والسلام على رسول الله ،اللهم اغفرْلي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك" {انظرصحيح الكلم الطيِّب بتحقيق الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ ص:46} وفي رواية : " أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم " {انظر صحيح سنن أبي داود رقم:466 وصحيح الجامع رقم:4715 بتحقيق العلامة الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ }

9-   الاضطباع عند محاذاة الحجرالأسود وهو جعل طَرَف الرداء من تحت الإبط الأيمن ورفعه على الكتف الأيسرفي الأشواط السبعة الأولى لطواف القدوم فقط. أي "كشف العاتق الأيمن".

 

10-    استلام الحجر الأسود والتَّسمية والتكبير و تقبيله والسجود عليه أوالإشارة إليه

11-    الرَّمَل في الأشواط الثلاثة الأولى من طواف القدوم "والرَّمَل: هو الإسراع في المشي مع تقارب الخُطا". أمَّا الأشواط الأربعة ُ الباقية فلا يُسنُّ الرَّمَل فيها.

12-    استلام الركن اليماني دُون تقبيله ولا تقبيل اليد ولا يُكبِّرعنه ولا تُشرع الإشارةُ له يفعل ذلك في كل شوط.

13-    الدُّعاء بين الركنين اليماني والحجر الأسود : " رَّبنَا آتِنا في الدنيا حسنة ًوفي الآخرة حسنة ًوقِنا عذاب النّار" } سورة البقرة:201 {

14-    قراءة قول الله تعالى : " واتخِذوا من مقام إبراهيم مُصلى ... " {سورة البقرة:125}

15-    صلاة ركعتيْن خلف مقام إبراهيم ـ عليه السلام ـ أو في أي مكان من المسجد الأولى: بالفاتحة و "قل يا آيها الكافرون"   والثانية: بالفاتحة و " قل هو الله أحد " .

16-    الذهاب إلى زمزم ويشرب منه حتى يتضلَّعُ ويصُبُّ على رأسه ويدعو بما شاء: كما فعل النبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفي الحديث عن أبي ذرِـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " إنَّها مباركة ٌوهي طَعَامُ طُعْم ٍوشِفَاءُ سُقْم ٍ" {انظر السلسلة الصحيحة للعلامة الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ رقم:3585 وصحيح الجامع رقم:2438 وصحيح الترغيب والترهيب رقم:1162}

17-    قراءة: " إنَّ الصفا والمروة من شعائر الله " عند الصفا ويقول : " أبدأ بما بدأ الله به" {انظر صحيح مسلم} ثم يرقى على الصفا حتى يرى الكعبة فيستقبل الكعبة ويقول : " الله أكبر الله أكبر الله أكبر(ثلاثا) لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملكُ وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شئ قدير،لا إله إلا الله وحده لا شريك له أنجز وعده ونصرعبده وهزم الأحزاب وحده " يقول ذلك ثلاث مرات ويدعو بين ذلك بما شاء ويرفع يديه ولا حرج ويتجه إلى المروة ويسعى بين العَلَمَيْن الأخضريْن سعيًا شديدًا ـ الهرولة ـ وإذا وصل إلى المروة استقبل القبلة وذكرالدعاء كما فعل عند الصفا.

18-    البدءُ عند الحَلقِ أو التقصير بيمين المَحلُوق.

 

•• تنبيه :

يقول العلامة محمد صالح العثيمين – رحمه الله تعالى -:

أولاً: من ترك رُكناً من أركان العمرة لم تتم عمرتُهُ إلّا به.

ثانيا: ومن ترك واجباً من واجبات العمرة فعليه فديةٌ يذبحها في مكة و يفرِّقها على مسكين الحرم ولا يأكلُ منها شيئاً (لأنها كفارة) . " بخلاف الهدي للمتمتع و الفارق فيأكل منه "

ثالثاً: و من ترك سنةً من سنن العمرة المذكورة فلا شيء عليه. أنتهى كلامه رحمه الله بتصرف يسير.

 

•• الخلاصة :

أنّ العُمرةَ في اللغة هي: الزيارة أو القصد و قيل إنما اختص الإعتمارُ بقصد الكعبة لأنه قصدٌ إلى موضع عامرٍ.

و في الإصطلاح و الشرع فالمقصود بها: أداءُ نُسُك وعبادة يستهل بالإحرام و التبية ثم  قصد الكعبة و الطواف حولها و السعي بين الصفى و المرة و الحلقُ أو التقصير.

فعلى من نوى العمرة الإغتسال و التطيب في بدنه و رأسه و لحيته قبل لبس ملابس الإحرام و ينوي من الميقات المكاني و يلبس الرجل ملابس الإحرام و هي الإزار و الرداء و لا يلبس المخيط المحيط كالسراويل و العمامة و القميص و نحوها و أمَّا المرأة فتلبس ما شاءت من الثياب الساترة من غير زينة أو تبرج وتجتنب لبس النقاب و القفازين حال إحرامها و لكنها تغطي وجهها بحضرت الرجال الأجانب و ذلك بإسدال الخمار عليه.

فإن كان الوقت وقت فريضة صلاها و إلا صلى نافلة ناوياً بها ما يناسب الحال كالضحى أو سنة الوضوء أو نحو ذلك فإذا فرغ من الصلاة أحرم بالعمرة قائلاً: " لبيك عمرة " ثم يشرع بعدها في التلبية بالصيغ المذكورة أعلاه و يرفع الرجل صوته بالتلبية أما المرأة فتخفض صوتها بالقدر الذي يسمع من بجانبها من النساء.

و بذلك يكون المعتمر قد دخل في النسك فيحرم عليه فعل شيء من محظورات الإحرام حتي ينتهي نسكه و يتحلل من إحرامه فلا يحلق رأسه و لا يقص أظفاره و لا ينتف شعر إبطه و لا يحلق العانه و لا يمس طيباً ولا يمس النساء .. إلخ حتي يتحلل من إحرامه.

فإذا قارب مكة سن له أن يغتسل إن تمكن من ذلك فإذا رأى بيوت مكة قطع التلبية و دخل المسجد برجله اليمنى و دعا دعاء دخول المسجد المذكور أعلاه ثم يتقدم نحو الحجر الأسود إن استطاع إستلامه و تقبله و السجود عليه دون إذاء للناس و إلا اكتفى بالإشارة إليه مع التسميه و التكبير و يبدأ الطواف مع الإضطباع في الأشواط السبعة لطواف القدوم و الإكثار من ذكر الله تعالى و الدعاء و الإستغفار مع الرَّمَل في الأشواط الثلاثة الأولى و يقول بين الركن اليماني و الحجر " ربنا آتنا في الدنيا حسنة و في الأخرة حسنة و قنا عذاب النار "   } سورة البقرة 201 { في كل شوط و إن استطاع أن يلتمس الركن اليماني بيده في كل شوط فعل دون تقبيل فإذا فرغ من الطواف حول الكعبة صلى ركعتين خلف مقام إبراهيم و جعل المقام بينه و بين الكعبة و قرأ في الركعة الأولي: الفاتحة و " قل يا أيها الكافرون " و في الركعة الثانية: الفاتحة و " قل هو الله أحد " ثم يتوجه إلى زمزم و يشرف منه حتى يتضلع و يصب الماء على رأسه و يكثر من الدعاء ، ثم يتوجه إلى الصفا و يصعد عليه ـ إن تيسر له ـ حتى يرى الكعبة فيستقبلها و يرفع يديه فيقرأ الأية: " إن الصفا و المروة من شعائر الله " ثم الدعاء و الذكر المذكور أعلاه و يكرر ذلك ثلاثاً و يدعو بينها بما شاء ثم ينزل متوجها إلى المروة مع الدعاء و الذكر فإذا وصل إلى العلم الأخضر ركض ركضاً شديداً أي هرول بقدر ما يستطيع من غير أذيَّة لأحد و ما لم يصحب النساء من محارمه فإذا بلغ العلم الأخضر الثاني مشى كعادته حتى يصل إلى المروة فيفعل ما فعله فوق الصفا و بذلك يكون قد أنهى شوطاً من أشواط السعي. و هكذا سبعة أشواط فيبدأ بالصفا و ينتهي بالمروة ، فإذا أتم السعي فإنَّه يحلق رأسه أو يقصره إن كان رجلاً و الحلق أفضل و ينبغي أن يعلم أن يعم حلقه أو تقصيره شعره كله لا أن يكتفي بقطع خصله من شعره و يبدأ باليمين و أما المرأة فإنها تقصر و لا تحلق فتأخذ من جميع أطراف شعرها قدرة أنملة ـ والأنملة هي رأس الأصبع ـ و بذلك تتم أعمال العمرة و يكون المعتمر بذلك قد تحلل من إحرامه فيحل له ما كان محرامًا عليه من قبل بسبب الإحرام.

أخي الكريم انتظرنا في الحلقة القادمة إن قدر بقاء و كان اللقاء مع " صفة الحجّ "   اللهم إنا نسألك من كل خير أحاط به علمك في الدنيا والآخرة ونعوذ بك من كل شرٍّ أحاط به علمك في الدنيا والآخرة

كتبه

أبو أحمد سيد عبد العاطي بن محمد الذهبي

غفر الله له ولوالديّه ولزوجه ولولده وللمسلمين والمسلمات