فضل الصيام

التفاصيل: كتب بواسطة: sayedabdelaty.net; المجموعة: ملف رمضان

فضل الصيام

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم

ثم أما بعد:

فيا أحبة لرسول الله صلى الله عليه و سلم ما هي إلا أيام و نستقبل شهر الصيام هذا الشهر الذي عظمه الله و كرّمه و شرّف صوّامه و قوّامه خصهم فيه من الأجور ما ليس لغيره من الشهور لذلك ما أحوجنا أن نتعرف على فضل الصيام حتى نحسن استقبال هذا الضيف الكريم الذي يعد بحق من أعظم المناسبات لتعويد النفس على العبادة في أزمة القتن ـ التي تعيشها الأمة المسلمة ـ مهما كانت صروف الزمن و تقلبات الأيام فتعالوا بنا اخوتاه نتعرف على فضل الصيام فرمضان فضله عظيم و فضائله كثيرة فقد قال الله تعالى:« يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون » البقرة 183

و قال تعالى:« شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس و بينات من الهدى و الفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه و من كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم العسر و لتكملوا العدة و لتكبروا الله على ما هداكم و لعلكم تشكرون » البقرة 185

و من فضائل الصيام :

1 ـ أن الصيام جُنّة و سترة للصائم من الآثام و من النار كما في صحيح البخاري ـ رحمه الله ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال:« الصيام جُنّة فلا يرفث و لا يجهل و إن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين » [ البخاري ـ الفتح 4/103].

2 ـ و منها: أن رائحة فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك كما في حديث أبي هريرة السابق فإن في آخره :« و الذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك يترك طعامه و شرابه و شهوته من أجلي » فهي أطيب عند الله من ريح المسك و إن كانت مستكرهة في مشامّ الناس في الدنيا لكونها ناشئة عن طاعة الله و ابتغاء مرضاته.

3 ـ و منها : أن الله ـ تعالى ـ أضاف الصيام إليه من بين سائر الأعمال كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:« قال الله كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي و أنا أجزي به » [ البخاري ـ 4/118 و مسلم 8/31 ].

4 ـ و منها : أن الصيام و كذا الصلاة و الصدقة كفارة لفتنة الرجل في أهله و ماله و جاره فيما يقع من الكلام مع أهله أو جاره ممّا لا يليق من نزاع أو كلام أو غضب أو سبّ أو نحوه كما ثبت في صحيح البخاري ـ رحمه الله ـ عن حذيفة رضي الله عنه قال : قال عمر رضي الله عنه من يحفظ حديثا عن النبي صلى الله عليه و سلمفي الفتنة ؟ قال حذيفة :« أنا سمعته يقول : فتنة الرجل في أهله و ماله و جاره تكفرها الصلاة و الصيام و الصدقة » قال : ليس أسأل عن ذه إنما أسأل عن التي تموج كما يموج البحر. قال :« و إنّ دون ذلك بابا مغلقا ». قال :« فيفتح أو يكسر؟ » قال : « يكسر » قال :« ذلك أجدر أن لا يغلق إلى يوم القيامة » [ البخاري ـ 4/110 الفتح ].

5 ـ و منها : أن في الجنة بابا للصائمين يقال له الريّان يدخلون فيه دون غيرهم كما ثبت في الصحيحين عن سهل بن سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال : « إن في الجنة بابا يُقال له الريّان يدخل فيه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم يُقال : أين الصائمون ؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد »

[ البخاري ـ 4/11 الفتح و مسلم 8/32 ].

و في صحيح الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :« من أنفق زوجين في سبيل الله نُودي من أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة و من كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد و من كان من أهل الصيام دُعي من باب الريّان و من كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة » [ البخاري ـ 4/11 الفتح ].

6 ـ و منها : أن صائم رمضان إيمانا و احتسابا يُغفر له ما تقدم من الذنوب كما ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :« من قام ليلة القدر إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه و من صام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه »

[ البخاري ـ 5/115 الفتح ].

7 ـ و منها : أن الصائم إذا لقي ربه فرح بصومه كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: « و الذي نفسُ محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك, للصائم فرحتان يفرحهما : إذا أفطر فرح بفطره و إذا لقي ربه فرح بصومه » [ البخاري ـ 4/118 الفتح و مسلم 8/31 ].

أما فرح الصائم بلقاء ربه فلما يلقاه من الثواب الوافر بقبول صومه و أما فرحه عند فطره فسببه تمام عبادته و سلامتها من المفسدات و أ بيح له الفطر الملائم لطبيعته فزال جوعه و عطشه و الله الموفق.