- التفاصيل
-
كتب بواسطة: admin
-
المجموعة: مؤلفات مختلفة
مشروعية القنوت في الصلاة عند النوازل
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على منْ لا نبي بعده
ثم أما بعد،
فاعلم أخي ـ رحمني الله وإياك- أن من أفضل العبادات أن يهتم المسلم بإخوانه ويسأل عن أخبارهم، ويعين ضعيفهم، وينصر مظلومهم، ويمنع ظالمهم، ويحب لهم ما يحبه لنفسه، يكره لهم ما يكرهه لنفسه، ويدعو لهم كما يدعو لنفسه، والذي لا يهتم لأمر إخوانه ولا يتأثر بما يصيبهم من فرح أو حزن إنما هو كالعضو الأشل الميت الذي لا يحس.
جاء في الصحيح من حديث النعمان بن بشير ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" [ صحيح البخاري برقم : 6011 وصحيح مسلم برقم :2586 واللفظ له ]
قال القاضي عياض ـ رحمه الله ـ :" فتشبيه المؤمنين بالجسد الواحد تمثيلٌ صحيح، وفيه تقريب للفهم وإظهار للمعاني في الصورة المرئية، وفيه تعظيم حقوق المسلمين، والحض على تعاونهم وملاطفة بعضهم بعضاً " وقال ابن أبي حجرة ـ رحمه الله ـ : " شبَّه النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ الإيمان بالجسد وأهله بالأعضاء لأن الإيمان أصل وفروعه التكاليف، فإذا أخلَّ المرء بشئ من التكاليف شأن ذلك الإخلال بالأصل، وكذلك الجسد أصل الشجرة وأعضاؤه كالأغصان، فإذا اشتكى عضو من الأعضاء اشتكت الأعضاء كلها، كالشجرة إذا ضرب غصن من أغصانها اهتزت الأغصان كلها بالتحرك والاضطراب " [ فتح الباري : 540/10 ]
وأمَّا من يخذل المسلمين ويسهم في حصارهم ويمنع العون عنهم فإنَّ الله عزوجل سيخذله لأن الجزاء من جنس العمل وقد قال الرسول الأمين ـ صلى الله عليه وسلم ـ :" ما من امرئ يخذل امرءاً مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته إلّا خذلَهُ اللّهُ تعالى في موطن يحب فيه نصرته، وما من أحدٍ ينصر مسلماً في موطن ينتقص فيه من عرضه، وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته " [ رواه الإمام أحمد وأبو داود وحسنه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع رقم :5690 ]
ومن هنا في ظلِّ النوازل التي تمر بها الأمة يكثر السؤال عن مشروعية القنوت في الصلاة أي الدعاء جهراً في الصلوات عندما تصاب الأمة بنازلة من تسلط عدو أو قحط ويكون القنوت بالدعاء للمسلمين وتفريج الكربات والدعاء على أعداء الدين حتى تنكشف الغمَّة.
وإجابة على هذا السؤال شرعنا في بيان الأحكام المتعلقة بدعاء القنوت عند النوازل لتعم الفائدة وأسأل الله تعالى السداد والتوفيق وأن يجعل هذا البحث لوجهه خالصاً وأن يجعل عملي فيه صالحاً وأن لا يجعل لأحد فيه شيئاً اللهم آمين.
ـ المسألة الأولى: تعريف القنوت:
1.القنوت لغة : تعددت معاني القنوت في لغة العرب منها : الطاعة ومنه طول القيام في الصلاة ويطلق ويراد به الصمت ويطلق ويراد به الدعاء
الأدلة على تلك المعاني :
•القنوت بمعنى الطاعة كما في قوله تعالى :" والقانتين والقانتات ..." [الأحزاب: 35]
•القنوت بمعنى طول القيام في الصلاة كما في الحديث :" أفضل الصلاة طول القنوت " [ صحيح مسلم ]
•القنوت بمعنى الصمت كما في قوله تعالى :" .. وقوموا لله قانتين .. " [ البقرة :238]
•وعلى الدعاء كما سيأتي من أدلة القنوت في الصلاة عند النوازل.
2.القنوت شرعاً :
عرَّف الفقهاء القنوت بقولهم :" اسم للدعاء في الصلاة في محل مخصوص من القيام "
ـ المسألة الثانية: حكم القنوت في الصلاة:
ـ القنوت في الصلاة مشروع في صلاة الوتر بعد الركوع على الصحيح من قولي العلماء ومشروع إذا نزلت بالمسلمين نازلة فيدعو بعد الرفع من الركوع من آخر ركعة من كل فريضة من الصلوات الخمس حتى يكشف اللهُ النازلة ويرفعها عن المسلمين [ انظر كتاب تصحيح الدعاء للشيخ العلامة بكر أبو زيد ـ رحمه الله ـ ص:460]
ـ وأما القنوت في صلاة الصبح دائماً في جميع الأحوال فإنه " لم يصح عن النبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنَّه خصَّ الصبح بالقنوت، ولا أنّه داوم عليه في صلاة الصبح، وإنما الذي ثبت عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنّه قنت في النوازل بما يناسبها وهذا ما سوف نبين أدلته في المسائل الآتية في هذا البحث ـ إن شاء الله ـ فعلى الأئمة الاقتصار على القنوت في النوازل اقتداءً برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقد ثبت عن أبي مالك الأشجعي قال: قلت لأبي: يا أبت قد صليت خلف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وخلف أبي بكر وعمر وعثمان وعليّ ـ رضي الله عنهم ـ أفكانوا يقنتون في الفجر؟ فقال: " أي بنيّ مُحْدَث " [ رواه الخمسة إلا أبا داود وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في الإرواء:435 ]
ـ المسألة الثالثة: أدلة القنوت في الصلاة في النوازل:
وردت نصوص كثيرة في السُّنَّة المطهرة حول مشروعية القنوت في النوازل في الصلوات الخمس كلها نذكر منها :
1.ما خرجه الشيخان البخاري ومسلم ـ رحمهما الله تعالى ـ من حديث أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال:" أنَّ النَّبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قنتَ شهراً يَلْعَنُ رِعْلاً وذَكْوانَ وعُصيَّةَ عَصَوُا اللهَ ورسوله " [ متفق عليه واللفظ لمسلم ].
2.ما أخرجه الإمام البخاري ـ رحمه الله ـ عن أنس بن مالك ـ رضي الله تعالى عنه ـ:" أنَّ رِعْلاً وذِكْوَانَ وعُصيَّة وبني لَحْيَانَ اسْتَمَدُّوا رسُول اللهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ على عَدُوٍّ فأمَدَّهُم بسبعينَ من الأنصار كُنَّا نُسَميِّهمُ القُرَّاءَ في زمانهم كانوا يحتطبونَ بالنَّهارِ ويُصَلُّونَ بالليل حتى كانوا ببئر معُونَةَ قَتَلُوهم وغَدَرُوا بهم فبلَغَ النَّبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقنَتَ شهراً يدعُو في الصُّبْح على أحياءٍ من أحياءِ العَرَب على رِعْلٍ وذَكْوانَ وعُصيِّة وبني لَحْيانَ قال أنسٌ فقرأنا فيهم قرآناً ثُمَّ إنَّ ذلك رُفِعَ " بَلِّغُوا عنَّا قومَنَا أنَّا لقِينا ربَّنا فَرَضيَ عنَّا وأرضانا " [أخرجه البخاري ].
3.وأَخرَجَ الإمام مسلم ـ رحمه الله تعالى ـ عن البَراء ـ رضي الله تعالى عنه ـ قال:" قنَتَ رسولُ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الفجر والمغرب " [ أخرجه مسلم ].
4.وأخرج الإمام البخاري ـ رحمه الله تعالى ـ من حديث أنس بن مالك ـ رضي الله تعالى عنه ـ قال:" كان القنوت في المغرب والفجر " [ أخرجه البخاري].
5.وأخرج الإمام البخاري ـ رحمه الله تعالى ـ من حديث أبي هريرة ـ رضي الله تعالى عنه ـ :" أنَّ النَّبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا قال سمِعَ الله لمن حمده في الركعة الأخيرة من صلاة العشاء قنت اللهم أنْجِ عيَّاشَ بن أبي ربيعة اللهم أنْجِ الوليد بن الوليد اللهم أنْجِ سَلَمَة بن هشام اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشْدُدْ وطأتك على مُضَرَ اللهم اجعلها عليهم سنينَ كَسِني يوسف " [ أخرجه البخاري].
6.ما أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال:" لأقَرْبَنَّ صلاة النبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فكان أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ يقنت في الركعةِ الآخِرَةِ من صلاة الظهر وصلاة العشاء وصلاة الصبح بعد ما يقول سمع الله لمن حمده فيدعو للمؤمنين ويلعن الكفار" [ متفق عليه ].
7.ماجاء عند الإمام أحمد وأبي داود من حديث عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال:" قنت رسولُ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ شهراً متتابعاً في الظهر والعصر والمغرب والعشاء وصلاة الصبح في دُبُرِ كل صلاة إذا قال سمع الله لمن حمده من الركعةِ الآخِرَةِ يدعو على أحياءٍ من بني سُلَيْم على رِعْلٍ وذَكْوانَ وعُصيَّةَ ويُؤَمّنُ مَنْ خَلفَهُ " [ أخرجه أحمد و أبو داود والحاكم وكلهم من طريق ثابت بن يزيد عن هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس به وهذا إسناد جيد . قال النووي: "رواه أبو داود بإسناد حسن أو صحيح " المجموع (482/2) وقال العلّامة ابن القيم ـ رحمه الله ـ: حديث صحيح ( زاد المعاد: 280/1) وقال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ:" هذا حديث حسن ( نتائج الأفكار(130/2) وحسنه العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ صحيح سنن أبي داود (1443)].
ويستفاد من الأحاديث السابقة ما يلي :
1.مشروعية دعاء القنوت في النوازل.
2.أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قنت في النوازل في الصلوات الخمس كلها.
3.أن القنوت في النوازل يكون في الركعة الأخيرة بعد الرفع من الركوع وقول الإمام سمع الله لمن حمده.
4.الإقتصار في الدعاء على النازلة كما فعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
5.أن القنوت يستمر حتى زوال النازلة فإذا زالت النازلة ترك القنوت لما أخرجه الإمام مسلم ـ رحمه الله تعالى ـ من حديث أبي هريرة ـ رضي الله تعالى عنه ـ :" أن النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قنت بعد الركعة في صلاةٍ شهراً إذا قال سمع الله لمن حمدَهُ يقول في قنوته اللهم أنْجِ عيَّاشَ بن أبي ربيعة اللهم أنْجِ الوليد بن الوليد اللهم أنْجِ سَلَمَة بن هشام اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين اللهم اشْدُدْ وطأتك على مُضَرَاللهم اجعلها عليهم سنينَ كَسِني يوسف قال أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ ثم رأيت رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ترك الدعاءَ بَعْدُ فقلتُ أُرَى رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد ترك الدعاء لهم قال فقيل وما تُرَاهُم قد قدِموا "
ـ قال العلامة ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ:" إنما قنت عند النوازل للدعاء للقوم، وللدعاء على آخرين ثم تركه لما قدم من دعا لهم وتخلصوا من الأسر وأسلم مَنْ دعا لهم وجاؤوا تائبين، فكان قنوته لعارض فلما زال ترك القنوت " [ زاد المعاد:272/1].
ـ المسألة الرابعة: حكم رفع اليدين في قنوت النوازل والتأمين على الدعاء:
يسن رفع اليديْن في دعاء قنوت النوازل لما أخرجه الإمام أحمد من حديث أنس بن مالك ـ رضي الله تعالى عنه ـ قال:" فما رأيتُ رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وجَدَ على شيء قط ُّوَحْدَهُ عليهم ـ يعني القُرَّاء ـ فلقد رأيتُ رسولَ الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في صلاة الغَدَاة رفع يديْه فدعا عليهم " [ أخرجه أحمد بإسناد صحيح وقال النووي :" رواه البيهقي بإسناد له صحيح أو حسن " المجموع (479/3) ].
ـ ولما أخرجه البيهقي عن أبي رافع قال :" صليت خلف عمر بن الخطاب ـ رضي الله عليه ـ فقنت بعد الركوع ورفع يديه وجهر بالدعاء" [ أخرجه البيهقي وقال :" هذا عن عمر صحيح" سنن البيهقي: (212/2)].
قال النووي ـ رحمه الله تعالى ـ :" وعن أبي عثمان قال: كان عمر ـ رضي الله عنه ـ يرفع يديه في القنوت. وعن الأسود أنَّ ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ كان يرفع يديْه في القنوت. رواه البخاري في كتاب رفع اليديْن بأسانيد صحيحة ثم قال البخاري في آخرها: هذه الأحاديث صحيحة عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأصحابه " [المجموع :490/3].
ويسن للمأموم التأمين على دعاء الإمام في النازلة لحديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ في قنوت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وفيه:" ... يدعو على أحياءٍ من بني سُلَيْم على رِعْلٍ وذَكْوَانَ وعُصيَّةَ ويُؤمِّن مَنْ خلفه " [ أخرجه أحمد و أبو داود بإسناد جيد ].
ـ المسألة الخامسة: الردّ على مَنْ قال بأن القنوت يفعله إمام المسلمين:
قال بعض الفقهاء أن قنوت النوازل لابد فيه من إذن ولي الأمر وليس ذلك لعامة المسلمين وهذا القول فيه نظر لعدة أمور:
1. أن الأصل في أفعال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ العموم لجميع المسلمين إلا إذا دلّ الدليل الصريح على التخصيص ولم يثبت في ذلك دليل فنبقى على الأصل وهو مشروعية قنوت النوازل لعامة المسلمين.
2.ما أخرجه البخاري من حديث مالك بن الحويرث أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:" صلّوا كما رأيتموني أصلي" فهذا الحديث صريح في أنّ أفعال النبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الصلاة أنها لعموم المسلمين .
3.أنّ أبا هريرة ـ رضي الله عنه ـ قنت وليس بإمام المسلمين كما ثبت في الصحيحين ـ وقد سبق ـ أن أبا هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال:" لأقَرْبَنَّ صلاة النبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فكان أبو هريرة ـ رضي الله عنه ـ يقنت في الركعةِ الآخِرَةِ من صلاة الظهر وصلاة العشاء وصلاة الصبح بعد ما يقول سمع الله لمن حمده فيدعو للمؤمنين ويلعن الكفار" [ باختصار من رسالة للعلامة الشيخ : حمود بن عقلاء الشعيبي في مشروعية قنوت النوازل ].
ـ وقال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ :" القنوت مشروع لكل مصلي إماما أومأموماً أو منفرداً وهو أصح الأقوال" [ الإنصاف: 136/4 ].
ـ المسألة السادسة: القنوت في صلاة الجمعة:
اختلف العلماء في القنوت في صلاة الجمعة، والجمعة إحدى الصلوات الخمس في يوم الجمعة.
وقد اختار العلامة العثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ في الفتاوى ترك القنوت في صلاة الجمعة وهذا نص كلامه:" يقول العلماء أنه لا يقنت في صلاة الجمعة لأن الخطبة فيها دعاء للمؤمنين ويدعى لمن يقنت لهم أثناء الخطبة " [ انظر مجموع فتاويه 16/115 ].
ـ ورجح الشيخ ـ رحمه الله ـ في الشرح الممتع القنوت في الجمعة.
وعلى هذا فالأمر فيه سعة والله أعلم
ـ المسألة السابعة: تنبيهات على صفة الدعاء:
1. الدعاء بما يناسب النازلة.
2.لا ينبغي للإمام إطالة الدعاء والإشقاق على الناس.
3.اليدان تكون مضمومة عند الدعاء.
4.لا بأس في التنصيص على اسم أحد في الدعاء كما ثبت في الأحاديث التي سبقت.
5.لا خلاف في جواز لعن الكفار في الدعاء وقد قسّم بعض أهل العلم هذه المسألة تقسيماً حسناً فقال:
أ.اللعن بوصف عام مثل: لعنة عامة الكافرين وعامة الظالمين والكاذبين.
ب.اللعن بوصف أخص منه مثل: لعن آكل الربا ولعن الزناة ولعن السُّراق والمرتشين.
ت.لعن الكافر المعين الذي مات على الكفر مثل فرعون.
ث.لعن كافر معين مات ولم يظهر من شواهد الحال دخوله في الإسلام فيلعن وإن توقى في دعائه فقال: لعنه الله إن كان مات كافراً فحسن.
ج.لعن كافر معين حي لعموم دخوله في لعنة الله على الكافرين ولوجوب البراءة منه.
6.لعن المسلم العاصي ـ معيناً ـ أو فاسق بفسقه، والفاجر بفجوره فهذا اختلف أهل العلم في لعنه على قولين والأكثر بل حكي الاتفاق عليه على عدم جواز لعنه لإمكان التوبة وغيرها من موانع لحوق اللعنة والوعيد مثل الإستغفار والتوبة وتكاثر الحسنات وأنواع المكفرات الأخرى للذنوب فالله تعالى غفور رحيم.
[ راجع معجم المناهي اللفظية للشيخ العلامة بكر أبو زيد رحمه الله تعالى ].
قال الشيخ عبد الله بن مانع ـ حفظه الله ـ في رسالة بعنوان: قنوت النوازل:
قلت: مما يدل على عدم جواز لعن المعين المسلم أنَّ النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعن في الخمر عشرة كما في الحديث الذي في السنن ولما أتى بمن شرب لعنه بعض الصحابة فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله "
وأما الكافر الحيّ المعين فقد منع بعضهم لعنه واحتجوا بقوله تعالى :" إنّ الذين كفروا وماتوا وهم كفارأولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " [ سورة البقرة:161 ] فذكر لعنه بعدما مات على الكفر [ انظر تفسير ابن سعدي ـ رحمه الله تعالى ـ ].
هذا والله الموفق.
اللهم اجعل أعمالنا كلها صالحة واجعلها لوجهك خالصة ولا تجعل لأحد فيها شيئاً وفرج كرب المسلمين في كل مكان على أرض سوريا وفلسطين والعراق وأفغانستان والصومال والسودان ومصر وتونس وليبيا والجزائروالمغرب وفي كل بقعة تُوَحد فيها يا رب العالمين وآخر دعوانا أن الحمدلله ربِّ العالمين.
كتبه
أبوأحمد سيد عبد العاطي بن محمد الذهبي
غفر الله له ولوالديْه ولزوجه وولده والمسلمين والمسلمات
- التفاصيل
-
نشر بتاريخ: السبت، 26 أيار 2012 11:52
-
الزيارات: 3591