فضل إفطار الصائمين

فضل إفطار الصائمين
 
 
 
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده
 
ثم أما بعد
 
فاعلم أخي ـ رعاك الله ـ أن الإسلام دين تكافل و تعاون على البر و التقوى, قال الله تعالى :« .. و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان»[ المائدة 2]
و عندما سئل النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ : أي العمل أفضل ؟ قال :« تطعم الطعام و تقرأ السلام على من تعرف و من لم تعرف » [ متفق عليه ]
و رمضان شهر كريم يتنافس فيه المتنافسون و خاصة في الجود و الكرم و النفقة و قد وردت أحاديث كثيرة في فضائل إفطار الصائمين على مائدة شهر الصيام نذكر منها :
 
عن زيد بن خالد الجهني ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ قال :« من فطّر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا يُنقص من أجر الصائم شيء » [ رواه الترمذي : 735 و قال حديث حسن صحيح و رواه ابن ماجة : 1736 و ابن حبان في صحيحه : 3429 و أحمد : 16419 ]
 
عن أم عمارة الأنصارية ـ رضي الله عنها ـ أن النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ دخل عليها فقدمت إليه طعاما فقال :« كلي. فقالت : إني صائمة. فقال رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ : إن الصائم تصلي عليه الملائكة إذا أكل عنده حتى يفرغوا و ربما قال : حتى يشبعوا » [ رواه الترمذي و قال : حديث حسن صحيح ]
 
و عن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ جاء إلى سعد بن عبادة ـ رضي الله عنه ـ فجاء بخبز و زيت فأكل ثم قال النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ :« أفطر عندكم الصائمون و أكل طعامكم الأبرار و صلت عليكم الملائكة » [ رواه أبو داود بإسناد صحيح ]
و إطعام الطعام و إفطار الصائمين دليل على صدق الإيمان بتلك الصدقات و لذلك قال النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ :« و الصدقة برهان » [ أخرجه مسلم : 328 ]
فهي تبرهن على إيمان صاحبها و آدائه لحق الله تعالى في المال بخلاف المنافق البخيل الذي لا يرى في ماله حقا لأحد
 
و من أطعم الطعام له جزاء خاص فقد قال النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ :« إنّ في الحنة غرفا يرى ظاهرها من باطنها و بطونها من ظهورها. قالوا : لمن يا رسول الله ؟ قال : هي لمن أطاب الكلام و أطعم الطعام و صلى لله بالليل و الناس نيام » [ أخرجه أحمد في مسنده : 1268 و الترمذي :2450 و الحاكم و صححه : 1 / 80 ـ 81 و وافقه الذهبي و حسنه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الترمذي : 2051 ]
 
و بجودك أيضا تنال ـ أيها الصائم ـ دعوة من ملائكة السماء كل يوم تجود فيه فقد قال النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ :« ما من يوم يصبح العباد فيه إلا و ملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفا و يقول الآخر : اللهم أعط ممسكا تلفا » [ خرجه البخاري : 1351 و مسلم : 1678 ]
 
فاغتنم أخي ـ رعاك الله ـ شهر رمضان في الجود و الكرم فالله تعالى يستخرج من عباده جميع أنواع العبادات أسأل الله أن يسلمنا لرمضان و أن يسلم رمضان لنا و أن يتسلمه منا مقبولا اللهم آمين.
 
 
 
كتبه الفقير إلى عفو ربه
أبو أحمد
سيد عبد العاطي بن محمد
إمام و خطيب الجمعية الإسلامية
إقليم السارلند ساربروكن ألمانيا