الدعوة إلى الله قربة من أعظم القربات 2

الدعــوة إلــى الله عز و جل قربــة من أعظــم القربـــــــات 2/2

الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده
أما بعد
فيا أحبة لرسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ في الحلقة الماضية ذكرنا عدة مواقف نبوية في مجال الدعوة إلى الله تعالى بالرفق و اللين لأن حال المدعوين كان يتطلب ذلك و الآن مع بعض المواقف الايمانية التي استعمل فيها النبي صلى الله عليه و سلم الحزم و الشدة لأن حال المدعوين كان يتطلب ذلك و هذا من كمال حكمته صلى الله عليه و سلم في الدعوة الى الله عز و جل و منها:

1­ موقفه صلى الله عليه و سلم مع من شفع في ترك إقامة الحد:

خرّج الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه من رواية عائشة رضي الله عنها: أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت في عهد النبي صلى الله عليه و سلم في غزوة الفتح فقالوا: من يكلّم فيها رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ فقالوا: و من يتجرأ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه و سلم فأتى بها رسول الله صلى الله عليه و سلم فكلمه فيها أسامة بن زيد
فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال :″ أتشفع في حد من حدود الله؟ ″ فقال أسامة :″ أستغفر لي يا رسول الله! ″ فلما كان العشي قام رسول الله - صلى الله عليه و سلم – فأختطب فأثنى على الله بما هو أهله, فقال :
ثم أمر بتلك المرأة التي سرقت فقطعت يدها.
قالت عائشة : فحسنت توبتها بعد، و تزوجت و كانت تأتيني فأرفع حاجتها إلى رسول الله - صلى الله عليه و سلم >>
(و أخرجه أحمد في المسند [ 5/256 ­ 257 ])

2- موقفه - صلى الله عليه و سلم – مع الرهط الذين سألوا عن عبادته:

خرج الإمام البخاري – رحمه الله – من رواية أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال : جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج رسول الله - صلى الله عليه و سلم – يسألون عن عبادته فلما أخبروا كأنهم تقالوها، قالوا :أين نحن من رسول الله - صلى الله عليه و سلم – و قد غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر ؟ قال أحدهم : أما أنا فأصلي الليل أبدا و قال الآخر : و أنا أصوم الدهر و لا أفطر و قال الآخر و أنا أعتزل النساء و لا أتزوج أبدا. فجاء رسول الله - صلى الله عليه و سلم – فقال : أنتم الذين قلتم كذا و كذا، أما و الله إني لأخشاكم لله و أتقاكم له، و لكني أصوم و أفطر و أصلي و أرقد و أتزوج النّساء فمن رغب عن سنتي فليس مني >>
خرجه البخاري كتاب النكاح فتح [9/1] و خرجه مسلم و النسائي
(خرجه البخاري [12/86-87] و [6/513] و خرجه مسلم [3/1315] و شرح النووي [11/186] و البخاري فتح الباري [12/95-96].)

3- موقفه – صلى الله عليه و سلم – مع الرجل الذي لبس خاتما من ذهب:

روى الإمام مسلم – رحمه الله - : أن النبي – صلى الله عليه و سلم – رأى رجلا يلبس خاتما من ذهب فغضب – صلى الله عليه و سلم - و نزع الخاتم من يده و طرحه أرضا ثم قال : يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده ؟
ثم انصرف فقيل للرجل : خذ خاتمك انتفع به . فقال : لا و الله ما كنت لآخذ خاتما طرحه النبي – صلى الله عليه و سلم – أرضا فتركه و انصرف >>رواه الامام مسلم رحمه الله
 
بعد ذكر هذه المواقف الإيمانية في مجال الدعوة إلى الله عز و جل ما أحوج الدعاة إلى الله عز و جل إلى دراسة هدي النّبي – صلى الله عليه و سلم – حتى تثمر دعوتهم و ينهضوا بأمتهم متى تأسوا بنبيهم – صلى الله عليه و سلم .
و الله الموفق



كتبه الفقير إلى عفو ربه
أبو أحمد
سيد عبد العاطي بن محمد
إمام و خطيب الجمعية الإسلامية

إقليم السارلند ساربروكن ألمانيا