خطبة مقترحة لعيد الأضحى المبارك

خطبة مقترحة
لعيد الأضحى المبارك
 
 
إنّ الحمد لله أحمده وأستعينه وأستعينه وأستغفره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر..الله أكبر..الله أكبر...
ثم أما بعد:
فيا أحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أوصيكم ونفسي بتقوى الله عزوجل فإنه من اتقاه وقاهومن توكل عليه كفاه ومن شكره زاده.
أيها المسلمون يقول الله تعالى في كتابه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه:
"إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ" [الأنبياء 92]
إن أفراد الأمة المسلمة على اختلاف ألسنتهم و تباعد ديارهم يظلهم كل عام عيدان مباركان هما عيد الفطر وعيد الأضحى المبارك,أما عيد الفطر فانه يأتي بعد شهر عبادة وطاعة,شهر جعله الله خير الشهور وجعل فيه ليلة القدرخير الليالي إنه شهر رمضان.وأما عيد الأضحى المبارك فإنه يأتي بعد يوم جعله الله أفضل أيام السنة ألا وهو يوم عرفة اليوم الذي يقف فيه المسلمون في عرفة في مشهد بالغ التأثير وموقف تهتز له المشاعر والقلوب وهاهم حجاج البيت الحرام يكبّرون في أرض الحرم فيتردد صدى نكبيرهم في الآفاق,اجتمعوا هنالك وقد أدّوا المناسك و هم يوثّقون بينهم عرى الإخاء ليكونوا كجسم واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى كما أخبر رسول صلى الله عليه وسلم فقال:
"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
ما أعظم هذا الجمع التائب الخاشع الذي يلهب فينا مشاعر التوبة والخضوع والإخلاص والتوكّل والإخاء والإيمان.
فما أحوج المسلمين أن يفهموا مقاصد هذه الفريضة العظيمة الحج, ومن مقاصدها توحيد العبادة فالحجيج على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأجناسهم وجنسياتهم يؤدون عبادة واحدة لربّ واحد و في وقت واحد.
ومنها توحيد الفكر فكل حريص على عزّة الاسلام ونصرته فيدعون على اختلاف ألسنتهم بالنصر والتمكين لهذه الأمة المسلمة ويدعون ربهم بالمغفرة والقبول.
توحيد القلوب بإحياء رابطة الأخوة الإيمانية فما أحوج المسلمين في واقعهم المعاصر إلى إحياء الأخوة الإيمانية كركيزة هامّة من ركائز النصر والتمكين لهذه الأمة قال الله تعالى: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ". [الحجرات 10]
ما أحوجنا إلى إصلاح ذات البين وإفشاء السلام فيما بيننا, يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم:"والذي نفس محمّد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابّوا أوَلا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم".
ويوم أن قدم المدينة مهاجرا كان أول بيان أذاعه على سمع الدنيا: "أيها النّاس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وألينوا الكلام وصلوا الأرحام و صلّوا باللّيل والنّاس نيام تدخلوا الجنّة بسلام".
ما أحوج المسلمين إلى هذه التعاليم السامية التي تضمن للأمة المسلمة النصر و الاستقرار, فيوم أن نتعلم من الحجّ مقاصده ونعمل بها في واقعنا سيتحقق إلى هذه الأمة العزّ و الاستقرار.
فاللهم اغفر لنا وارحمنا وتقبل منا اللهم آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
 
 
كتبه الفقير إلى عفو ربه
أبو أحمد
سيد عبد العاطي بن محمد
إمام و خطيب الجمعية الإسلامية
إقليم السارلند ساربروكن ألمانيا